%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9..%20%D8%A3%D9%85%20%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82%20%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D8%9F! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


فتنة.. أم اختراق مجتمع؟!
سميح أيوب – 02\12\2009
كثيراً ما نتكلم عن الثوابت الوطنية.. الانجازات.. الوحدة.. الأخلاق السياسية والاجتماعية.. العطاء.. الانتماء القومي.. وغيرها من المصطلحات والأحداث والممارسات التي نعتز بها، لأنها تعكس حياتنا ومبادئنا وكرامتنا.
عمل أبناؤنا على التقدم لمواكبة التطور العلمي والاجتماعي، عبر النضال تارة والعمل الشعبي والمؤسساتي تارة أخرى، وكانت جميع هذه النشاطات تصب في خدمة الفرد والعائلة، بل المجموعة باكملها، حيث أصبحنا عبر هذا التطور والرقي من المجتمعات الفريدة، بل يمكننا القول وبثقة من المجتمعات الإنسانية المرموقة الطامحة للكمال، فأصبحنا بجميع فئاتنا وأطيافنا وطبقاتنا كلوحة بانورامية تصور مجد هذا المجتمع وهذا الإنسان.
ولكن إن تدخل التناقضات والصراعات والجهل إلى مجتمع طالما عمل أبناؤه على علوا شأنه وبث الروح التربوية، المتمثلة في الاحترام المتبادل مع المجتمعات الأخرى صونا للكرامة، فهنا تبدأ المأساة الحقيقية وضياع اتجاه البوصلة الإنسانية التي طالما حافظنا عليها ونطمح لها.
إن قرية مجدل شمس، ومنذ أن وجدت، هي رمز للعطاء والكرم والأخلاق وحسن الجوار، ورمز يحتذى بالتسامح والحياة المشتركة واحترام الطوائف على انواعها. إنها قرية المحبة والسلام. فهي أم الإقليمين وملجأ الثوار والمظلومين، وبلد الثورات ضد المستعمرين. كل ذلك لإيمانهم بانتمائهم للعروبة وللقومية العربية، التي نحن فرع منها بل جذر من جذورها. هذا ما نقله لنا الأجداد والآباء من أدب وثقافة انتماء عبر العصور، ورسالة يقع على عاتقنا نقلها للأبناء والأجيال القادمة.
إن ما حصل في مجدل العز والكرامة من اعتداء سافر على إخوة ضيوف لنا من أبناء العمق الفلسطيني، عرب 48، ومن قبل بعض الشباب الطائش الذي لم يقرأ تاريخه ولم يفهم الرسالة، لشيء مخجل حقا وعار يجب إن لا يمر مرور الكرام، لكي لا تسجل نقطة سوداء في تاريخنا الأبيض الناصع، المتمثل بإكرام الضيف وإغاثة الملهوف وحماية المظلوم والدفاع عن الحق...
وللتذكير لأولئك الشباب الجهلة نقول: عودوا إلى رشدكم.. إقروا تاريخكم.. وسيروا على طريق الأجداد... اعلموا أن أحد أسباب الثورة التي قادها المجاهد سلطان باشا العرب هو إهانة ضيفه أدهم خنجر، عندما اعتقل من بيته وقتل من قبل الفرنسيين. وكمال جنبلاط كان عربيا وليس طائفيا. ومشاركة أهلنا في حروب النكبة دفاعا عن فلسطين بجانب إخوانهم الفلسطينيين واللبنانيين كان التزاما لانتمائهم القومي عن أرض عربية وإخوة في الدين والقومية والمصير.
إن إخوتنا من أبناء الشعب الفلسطيني كانوا وما زالوا عمقنا الوطني وسندنا في نضالنا لاستمراريتنا في الحفاظ على هويتنا وكرامتنا، ومنذ اليوم الأول لاحتلال الجولان مرورا بإضرابنا الشهير، وما زالوا حتى اليوم رمزا للعطاء في دعم صمودنا معنويا واعلامياً.
إن من تم الاعتداء عليهم هم إخوة وأبناء من وقف بجانبنا ودعم نضالنا وحمل همنا وجمعنا وإياهم الخندق والمصير الواحد في أيامنا السوداء، وقبل أن يولد قسم كبير من فئة المعتدون عليهم. وها هي قوافل التضامن والتهنئة لأسرانا الأبطال تتقاطر إلى قريتنا ومن جميع أنحاء فلسطين، لإثبات اللحمة الوطنية والمصير والنضال المشترك ضد العدو الظالم المشترك.
يجب أن لا نسمح للجهل والطائفية العمياء والغباء والعنجهية واللامسؤولية، لمجموعة من غربان هذا المجتمع، ربما تكون مسيّرة من قبل جهة خبيثة، تعمل على زرع بذور الفتنة وإثارة النزاعات الطائفية تحت شعار فرق تسد، أن تنعق في سماء المنطقة لتعكر صفاء قلوبنا والانتقاص من كرامتنا والاعتداء على ضيوفنا وزائرينا، والذين وصفهم احد المواقع المحلية بـ "غرباء يعتدون على حرمة مجدل شمس"، عاملا على إذكاء الطائفية التي نحن منها براء. فبئس الكاتب الغبي وبؤس الموقع الذي فقد مصداقيته الأخلاقية والوطنية. وأيضا لنحذر الاختراق لمواقعنا المحلية من قبل المغرضين الذين يسجلون مداخلات مشبوهة وبأسماء مستعارة.

إلى إخواننا المعتدى عليهم، ورفاق دربنا من أبناء الشعب الفلسطيني نقول: أنتم اهلنا.. أنتم أحبتنا وإخوتنا.. بيوتنا مفتوحة لكم وإن لم تسعكم.. تسعكم قلوبنا.

وأخيرا: إخوتنا اعذرونا.. وربنا سامحنا على ما فعل السفهاء منا...